مقالات عن مشروع البساط الأخضر ما بين عامى 1998 - 1999 - مقالة فى جريدة الراية بتاريخ 25-6-1998
مدير مشروع البساط الأخضر لـ الراية:
انتظروا قطر خضراء خلال سنوات قليلة
·
د. لطيفة النعيمي: هدفنا إقامة مشروع سياحي واستثماري
** حوار:/
سميح الكايد
بمناسبة الذكرى الثالثة لتولى حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني
أمير البلاد المفدى مقاليد الحكم في البلاد كان لابد من استعراض ما شهدته قطر من
تطورات وتحولات كبيرة جعلت منها بلدا جديدا بكل المقاييس بل قطر المتفاعلة مع روح
العصر الحديث والمتطلعة بطموح كبير إلى مستقبل مزدهر، هذه الفترة من التحولات التي
شهدت حركة نشطة متميزة على الصعيدين الداخلي والخارجي رافقتها على المسرح الداخلي
بروز مشاريع متطورة شكلت قفزة نوعية في إطار ما تشهده البلاد من نهضة وانجازات
تبعث على اعتزاز الشعب القطري بذاته هذه الانجازات التي حدثت على صعيد التنمية
والبنية الأساسية والاقتصادية والتربية والتعليم والصحة إلى غير ذلك من المجالات
الحيوية والأساسية والتي جاء تحقيقها بفضل توجه القيادة القطرية وعلى رأسها حضرة
صاحب السمو الدؤوب لإكساب قطر مقومات الدولة العصرية الحديثة.
والحديث عن هذه
الانجازات والمشاريع التي شهدتها وتشهدها فترة التحول الكبيرة في تاريخ قطر طويل
نظرا لتسارع عدد هذه الانجازات والمشاريع ولكننا سنسلط الضوء هنا على مشروع متميز
بهدف إلى استغلال موارد الدولة خاصة الطبيعية منها للحيلولة دون هدرها كما يهدف
إلى تحسين وتجميل الوجه الحديث لقطر عبر ما يحمله من طموحات كبيرة تهدف فيما تهدف
إلى تحويل الصحراء إلى واحة خضراء هذا المشروع هو "البساط الأخضر" وهو
مشروع قومي حظي بدعم سمو أمير البلاد المفدى وبتشجيع ومؤازرة حرم سموه الشيخة موزة
بنت ناصر المسند هذا المشروع الذي يدور الحديث حوله وتثار تساؤلات عدة عن ماهيته
نظرا لكونه من المشاريع القومية الطموحة التي تحتاج إلى جهد كبير ووقت طويل للخروج
بها إلى حيز التنفيذ نظرا لما تحتاجه من تقنيات واسعة وخبرات متخصصة وفي إطار
البحث عن إجابات مبكرة حول وضع هذا المشروع كان لابد من الالتقاء مع من وضع فكرته
الرائدة وهي الدكتورة لطيفة بنت
شاهين النعيمي عضو هيئة التدريس في جامعة قطر ومدير مشروع "البساط الأخضر".
وجاء الحديث عن هذا
المشروع من جديد على ضوء قيام الدكتورة لطيفة مشكورة بالاتصال بجريدة الراية
للحديث عن أحد أبرز المشاريع التي تحظي بدعم واهتمام حضرة صاحب السمو أمير البلاد
المفدى وسمو حرمه الشيخة موزة المسند.
وفي بداية اللقاء رفعت
مديرة المشروع الدكتورة لطيفة اسمى آيات التبريكات والتهنئة لحضرة صاحب السمو
الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى بمناسبة الذكرى الثالثة لتوليه
مقاليد الحكم في البلاد متمنية للقيادة الفطرية الحكيمة الاستمرار في هذا العطاء
المتميز والتقدم المستمر من أجل بناء هذا الوطن كما توجهت بالتهنئة لصاحبة السمو
الشيخة موزة المسند حرم سمو الأمير المفدى.
ولدى سؤالي لها بداية عن
فكرة المشروع أوضحت الدكتورة لطيفة أنها فكرة علمية اجتماعية اقتصادية الهدف منها
تغيير وجه قطر وتخضير هذا الوجه وقالت أن فكرة "البساط الأخضر" كانت
الحلم الكبير الذي رأودها على مدار الأعوام السابقة والذي ننتظر بفارغ الصبر إلى
رؤيته متجسدا على أرض قطر بجهود المخلصين.
وأشارت إلى أن الفكرة نبعت
بحكم كونها في قسم إدارة الهندسة الحديثة من مهام هذا القسم بحث كيفية التخلص من
المياه السطحية والجوفية وتجميعها في محطات وبالتالي تحويلها إلى البحر وقد استمرت
هذه العملية مدة طويلة تبلورت خلالها فكرة المشروع من خلال التساؤل لماذا لا تستغل
المياه التي تهدر بآلاف الأمتار المكعبة سنويا في المجال الزراعي.
·
وماذا بعد "تبلور الفكرة؟
- قمت بمفاتحة المسئولين في وزارة البلدية والزراعة واصدر
مجلس الوزراء الموقر قرارا بتكليفي بإدارة المشروع والإشراف عليه وجاء ذلك بعد أن
قابلت حرم سمو الأمير التي آزرت الفكرة ومن تم تشرفت بمقابلة سمو الأمير الذي أكد
دعمه الكامل للمشروع باعتباره أحد المشاريع الحضارية والمشرقة في قطر.
·
وهل سارت الفكرة في البداية بسهولة؟
- بالطبع واجهت في البداية عائق عدم توفر الإمكانيات
والطاقات المتخصصة في الشؤون الزراعية وكان نوع التضارب بالنسبة لهذه الفكرة
القائمة على استخدام المياه المعدومة في الزراعة ومحاولة تطويع أي نوع زراعي في
العالم على درجات الملوحة زراعي وبالتالي العمل على تخضير دولة قطر.
* هل المشروع يركز على كافة مناطق قطر أم مناطق محددة؟
- فكرة المشروع من البداية عبارة عن مشروع زراعي قومي
لكل دولة قطر لكنه اصطدم بداية بمعارضة بعض الجهات التي تخوفت من عدم نجاحه وأمام
إصراري ودرايتي وفقا للدراسة التي أجريتها ارتياب بنجاح المشروع ووافقت على أن
تكون التجربة بداية في منطقة محددة وللأسف أعطوني أسوأ منطقة وهي منطقة البديع حيث
أن هذه المنطقة أصلا متأثرة بالمياه الجوفية وهناك عملية تبخر للمياه السطحية
وبالتالي تترسب مياه مالحة أكثر من أي منطقة أخرى في قطر.
* هل هناك لجان متخصصة لمتابعة المشروع ريثما يتم تحقيقه
على الوجه الأكمل؟
- نعم هناك يوجد لجنة للمتابعة ودراسة الجدوى الاقتصادية
لمشروع البساط الأخضر تعكف على دراسته وتقوم بحصرها على مستوى الدولة فيما نبحث عن
أراضى منخفضة موجودة في المناطق التي يوجد فيها الكثير في المياه السطحية والجوفية
ونحاول وضع جدوى اقتصادية لها.
* منذ افتتاح هذا المشروع بتاريخ 12/11/97م وحتى الآن هل
يمكن القول بإنه تم تحقيق إنجاز يذكر؟
- المشكلة تمثلت بإحضار خبراء من الخارج وهذا أمر يتطلب
إلى وقت ولكن كل ما أنجز حاليا هو عمل مشتمل متكامل منذ حوالي ثلاثة شهور يزرع فيه
أنواعا مختلفة من النباتات على ملوحات مختلفة وكانت النتائج بعد التجارب وحتى الآن
على نحو مبشر أما الخطوة الثانية فهي حقل التجارب حيث أننا نقوم بعمل تجارب خارج
المشروع بحيث عندما نضمها للمشروع تكون مجدية بالفعل فليس بالإمكان أن نضع حديقة
عامة كحقل تجارب فنحن نقوم بهذه التجارب في مناطق خارجية عن الدوحة وهناك خطوة
ثالثة وهي الزراعية السمكية فقد قمنا بأخذ عينة من المياه التي ستستخدم في المشروع
وعملنا فيها أحواضا وقمنا بتجربة ناجحة للزراعة السمكية متقدمة لدى قطر وللحفاظ
على حقول التجارب هذه قمنا بوضع سياج واق لها ضمن مساحة تبلغ كيلو ونصف متر مربع.
* أين تحديدا وضعت حقل التجارب؟
- ضمن حدود بلدية الريان حيث قدمت بلدية الريان جزءا من
مشتل البلدية أما بالنسبة للأسماك فهناك أحد المواطنين تبرع لنا بقطعة أرض قمنا
بوضع أحواض فيها ونقل الأسماك إليها وتنقل المياه من نفس المياه المتواجدة في الزراعة
السمكية ناجحة وحتى اسماك الزينة نجحت في هذه المياه ولابد من الإشارة إلى أن
المشتل الأساسي في المشروع هو الآن قيد الانجاز وتم انجاز كافة أعمال الحفريات في
البحيرة ولم يتبقى سوى عملية تدفق المياه بحيث تكون البحيرة كذلك بمثابة خزان يعد
القيام بعملية التحلية لتصبح خزانا ومقرا لزراعة الثروة السمكية وبحيرة لتغذية
المزروعات.
* هل من الممكن تلخيص أهداف المشروع ومراحله؟
- تنطوي أهداف المشروع على الآتي:
أولا: المحافظة على المياه الصالحة للري من الهدر في
البحر.
ثانيا: زيادة مساحات الرقع الخضراء في قطر.
ثالثا: زيادة عدد الحدائق والمنتزهات الترفيهية.
رابعا: المساهمة في التنمية الاقتصادية للموارد المائية
من خلال إنشاء المزارع السمكية وزيادة المزارع الإنتاجية.
أما فيما يتعلق بمراحل المشروع فهي ثلاث.
الأولى: المرحلة التأسيسية
والثانية: المرحلة التجريبية.
والثالثة: المرحلة الانتشارية والتي تأمل أن تتم مع
الذكرى الرابعة لتولي صاحب السمو أمير البلاد المفدى مقاليد الحكم في البلاد.
·
ماذا تتوقعين أن يترتب على هذا المشروع ضمن الخطة المستقبلية.
- أولا سيكون هناك نوع من التحول في وجه قطر بحيث تكون
واجهتها خضراء وهناك ستكون حدائق ترفيهية عديدة وسيكون هناك ملعب للتزلج ومطعم
بحري وملاعب أطفال وملاعب أخرى وهذا يتطلب دعم وأقبال عني الاستثمار في هذا
المجال.
·
ما هي كلفة المشروع؟
- حتى الآن خصص ميزانية من الدولة للمشروع بواقع خمسة
ملايين و 200 ألف ريال.
·
وماذا عن المدة التي استغرقت في التحضير لهذا العمل؟
- لقد جاهدنا من أجل استكماله وحققنا ذلك ضمن وقت قياسي.
·
وماذا عن تنظيم وإدارة المشروع؟
- لم يأخذ المشروع شكلا تنظيميا محددا بعد وذلك يعود
لطبيعته كمشروع يقتضي العمل فيه التنسيق والتعاون بين المتخصصين من مختلف المهن
والتخصصات في شكل فرق ومجموعات يتم حلها وإعادة تكوينها بالنسبة لكل مهمة من
المهام بحسب طبيعتها والغرض منها. فإن التنظيم في المشروع يتوقع أن يكون مزيجا من
التنظيم المصفوفي من جهة ومن التنظيم الوظيفي من جهة أخرى.