مقال بعنوان جيولوجيا الانسان بجريدة العرب لدكتوره لطيفه النعيمى
الإثنين، 19 يونيو 2017 01:27 ص
اكتشفت من خلال تجاربي في الحياة، أن للكلمة الطيبة وحسن المعاملة، فعل السحر على كل شيء، من إنسان وحيوان ونبات، حتى الأشياء التي يعتبرها البعض من الجوامد، فقد اكتشف أحد علماء اليابان، أن بلورات الماء تتغير بالكلام الذي تتلقاه، إذا كان كلاماً بحب أو كلاماً من غير حب، وتبين من ذلك أن المشاعر مهمة جداً، في هذه الرحلة القصيرة بين شهادتين من ورق «شهادة ميلاد.. وشهادة وفاة»..!!
وأدركت خلال مسيرتي الأكاديمية، أن المعاملة الطيبة هي سر أي نجاح، فمثلاً إذا دخلت على طالباتي، في أول يوم دراسي واستقبلتهم بحب، أستشعر مدى تقبلهم لـ (مادتي)، التي يعتقد البعض أنها من المواد الصعبة والجامدة، لذلك عندما أقوم بشرح مادة «علوم الأرض» أحاول دمجها بالحياة اليومية وبالمشاعر، ولدي فلسفتي الخاصة بأن الأرض تتوتر وتغضب، تماماً كما أن الإنسان يتوتر ويغضب، فالأرض حينما تتوتر تحدث الزلازل، والإنسان حينما يتوتر يرتعد وتقشعر فرائصه، وحينما تغضب الأرض تحدث البراكين، فتطلق الحمم والصخور المنصهرة، والإنسان أيضاً حينما يغضب، يعبر عن هذا الغضب بالكلام القاسي، أو بالضرب أحياناً، بل ويمكن أن يفضي به غضبه إلى أكثر من ذلك، فيحطم الأشياء، ولهذا فإنني أسمي مجازاً الزلازل والبراكين التي تحدث بأنها: «علم نفس الأرض».
والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من تراب الأرض، وإلى الأرض مثواه، وهذه النظرة الجيولوجية للإنسان لها فوائدها، مثل أن يتعلم المرء كيف يغوص في أعماق الآخر، وكيف يجري جسات جيولوجية في شخصيته، فمثلاً على صعيد الجيولوجيا لا يجب رؤية الأرض بطبقة ناعمة من الرمال على سطحها، بل بما تخفيه هذه الرمال من طبقات جيولوجية، والإنسان كذلك ينبغي ألا يأخذنا ظاهره دون التطرق إلى أعماقه وما يخفيه هذا الظاهر الذي نراه، تماماً كما يقول البيت المعروف: «يعطيك من طرف اللسان حلاوة، ويروغ منك كما يروغ الثعلب»، فالكلام بملمس الحرير لا ينبغي أن يعمينا عن كلام آخر مطمور ومتوارٍ في نفس المتحدث، وهكذا، فالأرض الرخوة في الظاهر، لا تعني أن أعماقها بذات الرخاوة والليونة، وفي الحياة نلتقي أناساً تسحرنا أحياناً استقبالاتهم البشوشة، أو كلماتهم الساحرة الرنانة، وعباراتهم المليئة بالوعود الحالمة، بينما حين يحين وقت الحقيقة ستجده أجوف من الداخل، وتأسف أنك أعطيته ثقتك، لأن «جيولوجيته النفسية» لها ظاهر رخو، وبها باطن مخفي ومطمور وشديد القسوة، بهذا الشرح البسيط المبسط من المقرر تتغير كل الوجوه، التي كانت في وجوم وخوف من هذه المادة التي يعتبرها البعض صعبة، لأنه لم يجد من يفهمها له بحب، لأن من لا يحب «ما يعمل أو يتعلم» لا يمكن أن ينقله بحب وصدق للآخرين، خلاصة جزء من تجربتي في تدريس طلابي وطالباتي الأعزاء على قلبي هو «أحب الناس أنفعهم للناس».
وأعتقد أن الجيولوجيا علمتني فهم الإنسان على نحو جيولوجي، باعتبار أن للإنسان مراحل عمرية، تبدأ بالطفولة المبكرة، ثم الطفولة، فالصبا، فالشباب، فالنضج، فالكهولة.. إلخ، ويمكنني -باجتزاء- أن أصف كل مرحلة عمرية في حياة الإنسان بأنها طبقة جيولوجية، فكما أن الأرض التي نعيش عليها يتكون جزء منها من طبقات صخور رسوبية صخرية متراصة ومتعاقبة، كل منها يختلف عن الآخر ويقود إليه، فإن مراحل عمر الإنسان كل منها طبقة جيولوجية تليها أخرى، وكما أن شخصية الإنسان تكون حاصل جمع هذه الطبقات العمرية، فإن الأرض أيضاً تكون لها شخصيتها المترتبة على مكونات طبقاتها.
نسعى للارتقاء بقطر
🌴 الحب والخير والسلام🌴
اكتشفت من خلال تجاربي في الحياة، أن للكلمة الطيبة وحسن المعاملة، فعل السحر على كل شيء، من إنسان وحيوان ونبات، حتى الأشياء التي يعتبرها البعض من الجوامد، فقد اكتشف أحد علماء اليابان، أن بلورات الماء تتغير بالكلام الذي تتلقاه، إذا كان كلاماً بحب أو كلاماً من غير حب، وتبين من ذلك أن المشاعر مهمة جداً، في هذه الرحلة القصيرة بين شهادتين من ورق «شهادة ميلاد.. وشهادة وفاة»..!!
وأدركت خلال مسيرتي الأكاديمية، أن المعاملة الطيبة هي سر أي نجاح، فمثلاً إذا دخلت على طالباتي، في أول يوم دراسي واستقبلتهم بحب، أستشعر مدى تقبلهم لـ (مادتي)، التي يعتقد البعض أنها من المواد الصعبة والجامدة، لذلك عندما أقوم بشرح مادة «علوم الأرض» أحاول دمجها بالحياة اليومية وبالمشاعر، ولدي فلسفتي الخاصة بأن الأرض تتوتر وتغضب، تماماً كما أن الإنسان يتوتر ويغضب، فالأرض حينما تتوتر تحدث الزلازل، والإنسان حينما يتوتر يرتعد وتقشعر فرائصه، وحينما تغضب الأرض تحدث البراكين، فتطلق الحمم والصخور المنصهرة، والإنسان أيضاً حينما يغضب، يعبر عن هذا الغضب بالكلام القاسي، أو بالضرب أحياناً، بل ويمكن أن يفضي به غضبه إلى أكثر من ذلك، فيحطم الأشياء، ولهذا فإنني أسمي مجازاً الزلازل والبراكين التي تحدث بأنها: «علم نفس الأرض».
والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من تراب الأرض، وإلى الأرض مثواه، وهذه النظرة الجيولوجية للإنسان لها فوائدها، مثل أن يتعلم المرء كيف يغوص في أعماق الآخر، وكيف يجري جسات جيولوجية في شخصيته، فمثلاً على صعيد الجيولوجيا لا يجب رؤية الأرض بطبقة ناعمة من الرمال على سطحها، بل بما تخفيه هذه الرمال من طبقات جيولوجية، والإنسان كذلك ينبغي ألا يأخذنا ظاهره دون التطرق إلى أعماقه وما يخفيه هذا الظاهر الذي نراه، تماماً كما يقول البيت المعروف: «يعطيك من طرف اللسان حلاوة، ويروغ منك كما يروغ الثعلب»، فالكلام بملمس الحرير لا ينبغي أن يعمينا عن كلام آخر مطمور ومتوارٍ في نفس المتحدث، وهكذا، فالأرض الرخوة في الظاهر، لا تعني أن أعماقها بذات الرخاوة والليونة، وفي الحياة نلتقي أناساً تسحرنا أحياناً استقبالاتهم البشوشة، أو كلماتهم الساحرة الرنانة، وعباراتهم المليئة بالوعود الحالمة، بينما حين يحين وقت الحقيقة ستجده أجوف من الداخل، وتأسف أنك أعطيته ثقتك، لأن «جيولوجيته النفسية» لها ظاهر رخو، وبها باطن مخفي ومطمور وشديد القسوة، بهذا الشرح البسيط المبسط من المقرر تتغير كل الوجوه، التي كانت في وجوم وخوف من هذه المادة التي يعتبرها البعض صعبة، لأنه لم يجد من يفهمها له بحب، لأن من لا يحب «ما يعمل أو يتعلم» لا يمكن أن ينقله بحب وصدق للآخرين، خلاصة جزء من تجربتي في تدريس طلابي وطالباتي الأعزاء على قلبي هو «أحب الناس أنفعهم للناس».
وأعتقد أن الجيولوجيا علمتني فهم الإنسان على نحو جيولوجي، باعتبار أن للإنسان مراحل عمرية، تبدأ بالطفولة المبكرة، ثم الطفولة، فالصبا، فالشباب، فالنضج، فالكهولة.. إلخ، ويمكنني -باجتزاء- أن أصف كل مرحلة عمرية في حياة الإنسان بأنها طبقة جيولوجية، فكما أن الأرض التي نعيش عليها يتكون جزء منها من طبقات صخور رسوبية صخرية متراصة ومتعاقبة، كل منها يختلف عن الآخر ويقود إليه، فإن مراحل عمر الإنسان كل منها طبقة جيولوجية تليها أخرى، وكما أن شخصية الإنسان تكون حاصل جمع هذه الطبقات العمرية، فإن الأرض أيضاً تكون لها شخصيتها المترتبة على مكونات طبقاتها.
نسعى للارتقاء بقطر
🌴 الحب والخير والسلام🌴