مقال للدكتوره لطيفه النعيمى بعنوان المعلم بعد الإمبراطور فى جريدة العرب
تشدني عبارة أمير الشعراء أحمد شوقي: «قُمْ للمعلّمِ وَفِّهِ التبجيلا.. كادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا» وتجذبني التجربة اليابانية التي أوفت المعلم حقه كاملاً، وأذكر أنني قرأت ذات مرة ما نقل على لسان إمبراطور اليابان، عندما سُئل عن أسباب تقدم دولته في هذا الوقت القصير، فأجاب: «بدأنا من حيث انتهى الآخرون، وتعلمنا من أخطائهم، ومنحنا المعلم حصانة الدبلوماسي وراتب الوزير».
رد موجز اختصر الكثير، وأطلق العنان للعديد من الدراسات والبحوث، نعم اليابان دولة اقتصادية من الدرجة الأولى، لكنها لم تصل إلى ما وصلت إليه، لمجرد توفر المصانع ورؤوس الأموال والأسواق، دولة أدركت بعد ويلات الحروب، أن السبيل الوحيد للنهوض هو التعليم، وأن المعلم هو حجر الزاوية للمنظومة التعليمية.
لذلك تظل قضية تقدير المعلم وإعادة «هيبته» من أهم الركائز التي يجب توافرها لتطوير أي منظومة تعليمية، وهذا سر تفوق اليابان العلمي، فهم يعرفون أن العلم الذي يكفل لبلدهم التقدم والتميز لا يأتي إلا عبر المعلم، وأن هذا المعلم لا يرجى منه نفع إن لم يكرم، فكرموه بوضعه في الدرجة الثانية بعد (الإمبراطور)، بحيث يسبق بذلك وزراء ونواباً وعسكريين وسياسيين ودبلوماسيين وغيرهم!
وعندما استطاعت اليابان أن تتقدم وتنافس الدول الكبرى صناعياً، لم يكن ليحدث ذلك لولا وجود معلمين أكفاء، يؤدون واجبهم على أفضل الوجوه وأحسنها، باعتبار أن أهم ما يميز النظام التعليمي في اليابان، هو التركيز على الكفاءات والتخصصات والخبرات بصورة دقيقة.
والتركيز على مدى التزام المعلم من ناحية الوقت (لا غياب ولا تأخير) ومدى الجدية في إتمام الأعمال، خاصة أن المعلمين هناك يتقاضون راتباً كبيراً بحيث لا يحتاجون إلى الانخراط في أي عمل آخر -نصف دوام- غير مسموح لهم العمل في مدرسة أخرى، وإعطاء الدروس الخصوصية (في اليابان لا توجد منظومة الدروس الخصوصية من الأساس).
وبفضل الدور الذي يلعبه المعلم، استطاع الطفل الياباني أن يحصل على نتائج عالية في الاختبارات الدولية، التي تقيس القدرات في الرياضيات والعلوم، أكثر من الطفل الأميركي والبريطاني والفرنسي وغيرهم من الجنسيات الأخرى، في الوقت الذي يكون فيه طالب المرحلة الثانوية البالغ من العمر 14 عاماً قد تعرض لتعليم ومعرفة لم يتعرض له طالب أميركي إلا إذا بلغ من العمر 17 أو 18 عاماً، لماذا؟ لسلامة نظام التعليم الياباني، وسر نهوض اليابان كما ذكرنا آنفاً، هو المورد البشري وتنمية هذا المورد العظيم، مما جعل اليابان تتقدم على الصعيد العالمي في نسبة العلماء والمهندسين (60.000 لكل مليون نسمة)، وينخرط نحو (800.000) ياباني في مراكز الأبحاث والتطوير، وهذا العدد تجاوز ما لدى بريطانيا وألمانيا وفرنسا مجتمعة معاً.
وبتدقيق النظر في التجربة اليابانية، فإننا لا نندهش من هذا التقدم الذي يقف أمامه العالم كله مذهولاً ومندهشاً، ففي أميركا وأوروبا وروسيا يعكف أهل العلم والتقدم والتكنولوجيا على دراسة الإنجاز الاستثنائي لهذا البلد الشرقي الذي ينافسهم في أسلحتهم ومخترعاتهم، كما يثير تقدم اليابان دهشة الشرقيين وإعجابهم.
لأن الحياة قصيره لا بد من السباق مع الزمن، كل يوم يمر هو هدية من الله حتى نحقق بعض ما نحلم به.
نسعى للارتقاء بقطر..
الحب والخير والسلام
لذلك تظل قضية تقدير المعلم وإعادة «هيبته» من أهم الركائز التي يجب توافرها لتطوير أي منظومة تعليمية، وهذا سر تفوق اليابان العلمي، فهم يعرفون أن العلم الذي يكفل لبلدهم التقدم والتميز لا يأتي إلا عبر المعلم، وأن هذا المعلم لا يرجى منه نفع إن لم يكرم، فكرموه بوضعه في الدرجة الثانية بعد (الإمبراطور)، بحيث يسبق بذلك وزراء ونواباً وعسكريين وسياسيين ودبلوماسيين وغيرهم!
وعندما استطاعت اليابان أن تتقدم وتنافس الدول الكبرى صناعياً، لم يكن ليحدث ذلك لولا وجود معلمين أكفاء، يؤدون واجبهم على أفضل الوجوه وأحسنها، باعتبار أن أهم ما يميز النظام التعليمي في اليابان، هو التركيز على الكفاءات والتخصصات والخبرات بصورة دقيقة.
والتركيز على مدى التزام المعلم من ناحية الوقت (لا غياب ولا تأخير) ومدى الجدية في إتمام الأعمال، خاصة أن المعلمين هناك يتقاضون راتباً كبيراً بحيث لا يحتاجون إلى الانخراط في أي عمل آخر -نصف دوام- غير مسموح لهم العمل في مدرسة أخرى، وإعطاء الدروس الخصوصية (في اليابان لا توجد منظومة الدروس الخصوصية من الأساس).
وبفضل الدور الذي يلعبه المعلم، استطاع الطفل الياباني أن يحصل على نتائج عالية في الاختبارات الدولية، التي تقيس القدرات في الرياضيات والعلوم، أكثر من الطفل الأميركي والبريطاني والفرنسي وغيرهم من الجنسيات الأخرى، في الوقت الذي يكون فيه طالب المرحلة الثانوية البالغ من العمر 14 عاماً قد تعرض لتعليم ومعرفة لم يتعرض له طالب أميركي إلا إذا بلغ من العمر 17 أو 18 عاماً، لماذا؟ لسلامة نظام التعليم الياباني، وسر نهوض اليابان كما ذكرنا آنفاً، هو المورد البشري وتنمية هذا المورد العظيم، مما جعل اليابان تتقدم على الصعيد العالمي في نسبة العلماء والمهندسين (60.000 لكل مليون نسمة)، وينخرط نحو (800.000) ياباني في مراكز الأبحاث والتطوير، وهذا العدد تجاوز ما لدى بريطانيا وألمانيا وفرنسا مجتمعة معاً.
وبتدقيق النظر في التجربة اليابانية، فإننا لا نندهش من هذا التقدم الذي يقف أمامه العالم كله مذهولاً ومندهشاً، ففي أميركا وأوروبا وروسيا يعكف أهل العلم والتقدم والتكنولوجيا على دراسة الإنجاز الاستثنائي لهذا البلد الشرقي الذي ينافسهم في أسلحتهم ومخترعاتهم، كما يثير تقدم اليابان دهشة الشرقيين وإعجابهم.
لأن الحياة قصيره لا بد من السباق مع الزمن، كل يوم يمر هو هدية من الله حتى نحقق بعض ما نحلم به.
نسعى للارتقاء بقطر..
الحب والخير والسلام