مقالات عن مشروع البساط الأخضر ما بين عامى 1998 - 1999 - مقالة فى جريدة الوطن بتاريخ 8-2-2003
من فيض الخاطر
انطلق مشروع قطر خضراء وطرحت لجنته التوجيهية برئاسة د. محمد سيف الكواري
عضو المجلس البلدي حاليا عن دائرة بن عسران ورئيس هيئة المواصفات والمقاييس مسابقة
أجمل حديقة منزلية وحددت لذلك أربعة مكاتب يتم فيها تسجيل أسماء المتسابقين وبلغ
عدد الذين سجلوا في الدوحة فقط ما يفوق الأربعين مواطنا ومقيما كل منهم يرى أن
حديقته المنزلية هي الأجمل ووضعت أيضا هذه اللجنة التوجيهية أسس هذه المسابقة
ومعايير المفاضلة بين المتسابقين وعلى أثر ذلك بدأ الاهتمام بالحدائق المنزلية
وسعى كثيرون إلى تزويد حدائقهم المنزلية بشتلات نباتات لشجيرات وأشجار وزهور
وأحيانا نباتات من خارج البيئة القطرية فالبعض جلب معه خلال سفراته لدول آسيوية
العديد من النباتات التي تزرع لأول مرة في قطر وأصبح لكثيرين خبرة واسعة بأسماء
النباتات وكيفية زراعتها وشروط نموها وكيفية توطين هذه النباتات.
وقامت عدة جهات من جانبها بدعم هذا المشروع ومنها قسم الحدائق العامة
ببلدية الدوحة. فبتوجيهات من سعادة وزير البلدية يقوم هذا القسم بتقديم 15 نوعا من
شتلات الأشجار والشجيرات مجانا وبعدد محدود لكل مواطن كذلك يقوم هذا القسم بإسداء
النصح والإرشاد الزراعي لأصحاب الحدائق المنزلية. وبذلك تحرك الراكد في مجال
الحدائق المنزلية إضافة إلى الجهد الحكومي المبذول في الاعتناء بالحدائق العامة
وزراعة الجزر الوسطى للطرق والكورنيش وعمليات التجميل والتنسيق الزراعي للدورات
والتقاطعات حتى أن حجم هذه المسطحات ومظهرها الراهن لم يسبق أن شهدته الدوحة.
وسوف يقوم أيضا مشروع الحملة الوطنية الثالثة للنظافة والتخضير والتشجير
والذي تنظمه وزارة الشؤون البلدية والزراعية بجهد بارز حيث سيتم زراعة عشرات
الآلاف من الشتلات في روض وطرق فرعية بالدوحة وخارجها ويأتي ذلك أيضا دعما لمشروع
قطر خضراء وحدثت حركة انتعاش للمشاتل الخاصة وأصبح كثيرون يقصدونها بحثا عن نباتات
جديدة وأيضا أفكار تجميلية جديدة. غير أن ما أسفر هذه مشروع قطر خضراء الذي يتم
برعاية حرم سمو أمير البلاد المفدي سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند التي ترعي
كذلك مشروعا مكملا هو مشروع لكل ربيع زهرة والذي يتم خلاله سنويا الاحتفاء
والعناية بنبتة أو زهرة محلية من خلال مسابقات وجهد أعلامي وتوعوا كبير حيث سيتوج
هذا المشروع أيضا يعمل موضوعي وحصري ممثلا في موسوعة للنباتات المحلية التي احتفى
بها هذا المشروع مثل عين القط والشفلح والعوسح.
الآن حدث تغيير ملحوظ وبارز ومهم في قطاع الزراعة التجميلية ولم تعد الدوحة
ولا مدن خارجها مزروعة بمساحات محدودة بل حدثت قفزة نوعية في المسطحات الخضراء
يوازيها أيضا عدد من الحدائق العامة الجديدة منها أربع حدائق عامة على الأقل في النعيجة
ودخل الحمام والمريخ والعسيري جار التخطيط لإنشائها.
واختفى نوع من النخيل واستبدل بنوع آخر أكثر اخضرارا وأجمل مظهرا وزرعت به
مسطحات واسعة على الكورنيش وحديقة الشيراتون وباطراد العمل الحكومي النظم لزيادة
المسطحات الخضراء مع العمل الشعبي للاعتناء بالحدائق المنزلية وأيضا الحدائق المدرسية
سوف يتغير مظهر الدوحة في غضون بضع سنوات وستكون هناك ثروة نباتية تجميلية واسعة
لها عائد بيئي ملطف للحرارة في الصيف من جهة ورافد للهواء الجوي بالأكسجين من جهة أخرى.
وليس هذا هو فقط ما يمكن قوله في الآثار الإيجابية لمشروع قطر خضراء بل أن
هناك الكثير الذي سيتم الإعلان عنه باطراد جهد اللجنة التوجيهية لهذا المشروع
والتي تضم ممثلي عدة جهات منها القطاع الزراعي بوزارة الشؤون البلدية والزراعة
والمجلس الأعلى للبيئة وجامعة قطر وغيرهما.
ولكن ما ينبغي التركيز عليه في مرحلة لاحقة وربما بدءا من العام الدراسي
المقبل هو الحدائق المدرسية الا ينبغي أن يتوجه هذا المشروع- قطر خضراء- إلى طلبة
وطالبات المدارس لتحويل الحدائق المدرسية إلى شكل أخر جديد وإلى مجال خصب للعلاقة
مع الطبيعة والنباتات وإلى غرس حب النباتات والعناية بها في اهتمامات النشء وهذا
الاتجاه وارد بالفعل في أجندة هذا المشروع ولكن أظنه بحاجة إلى تكريس جهد أقوى
بالتنسيق بين المشروع والجهات المختصة بوزارة التربية والتعليم.
حبشي
رشدي